{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} قيل: معناه أهنالك؟ وحينئذ، وليس بحرف عطف، {إذا ما وقع} نزل العذاب، {آمَنْتُمْ بِهِ} أي بالله في وقت اليأس. وقيل: آمنتم به أي صدَّقتم بالعذاب وقت نزوله، {آلآن} فيه إضمار، أي: يقال لكم: آلآن تؤمنون حين وقع العذاب؟ {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} تكذيبا واستهزاء.{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أشركوا، {ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} في الدنيا.{وَيَسْتَنْبِئُونَك} أي: يستخبرونك يا محمد، {أَحَقٌّ هُوَ} أي: ما تعدنا من العذاب وقيام الساعة، {قُلْ إِي وَرَبِّي} أي: نعم وربي، {إِنَّهُ لَحَقٌّ} لا شك فيه، {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بفائتين من العذاب، لأن من عجز عن شيء فقد فاته.{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ} أي: أشركت، {مَا فِي الأرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ} يوم القيامة، والافتداء ها هنا: بذل ما ينجو به من العذاب. {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} قال أبو عبيدة: معناه: أظهروا الندامة، لأنه ليس ذلك اليوم يوم تصبّر وتصنّع. وقيل: معناه أخفوا أي: أخفى الرؤساء الندامةَ من الضعفاء، خوفًا من ملامتهم وتعبيرهم، {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} فرغ من عذابهم، {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}.{ألا إن لله ما في السموات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحيي ويميت وإليه ترجعون}.